صحيفة الشرق

الشرق تنشر نتائج أحدث دراسة لمركز دعم.. باحثون يحذرون من خطورة الألعاب الرقمية على الأسرة

الشرق تنشر نتائج أحدث دراسة لمركز دعم.. باحثون يحذرون من خطورة الألعاب الرقمية على الأسرة

18 يونيو 2020

حذر مركز دعم الصحة السلوكية من خطورة الالعاب الإلكترونية وأثرها على الأسرة، ووصفها بأنها سلاح يفتك بأفراد المجتمع دون تمييز إن تركت هكذا بلا قيود، مشيرا إلى ان الأطفال والمراهقين بل والبالغين معرضون لمخاطرها على اختلاف مستوياتها، وقد أصدر قسم الدراسات والرصد بالمركز، مقالا علميا أعده كل من الباحث حسين الحرمي، رئيس قسم الدراسات والرصد بالمركز والباحث الاجتماعي عبدالعزيز كرزابي.
حيث بدأ الباحثان المقال العلمي، بالتصنف الدولي للأمراض لمنظمة الصحة العالمية، والتي أكدت فيه أن الاضطراب الناجم عن اللعب (الألعاب الرقمية أو الفيديو)، بأنه نمط من السلوكيات التي تتميز بضعف التحكم في ممارسة اللعب، وزيادة الأولوية التي تُعطى للعب على حساب الأنشطة الأخرى إلى حد يجعله يتصدر سائر الاهتمامات والأنشطة اليومية، ومواصلة ممارسة اللعب أو زيادة ممارسته برغم ما يخلّفه من عواقب سلبية.
خطورة الألعاب الإلكترونية
وقال الباحث حسين الحرمي ان الكثيرين يظنون أن خطر الألعاب الإلكترونية يقع على الأطفال أو صغار السن دون غيرهم، ولكن بحسب معظم الدراسات أو التقارير أو المعلومات المنتشرة والمتداولة بين الناس، أن المخاطر محصورة في أشياء ظاهرية أو أعراض يمكن ملاحظتها على مستخدميها من الناحية النفسية السلوكية أو الصحة الجسدية، مشيرا إلى ان هذا الظن غير صحيح، بل إن خطرها ممتد ويتجاوز كل ما ذكر، وقد لا تخطر على بالنا أو نغفل عنها، فتلك الألعاب الإلكترونية ما هي إلى سلاح يفتك بأفراد المجتمع دون تمييز إن تركت هكذا بلا قيود، فالأطفال والمراهقون بل وحتى البالغون معرضون لمخاطرها على اختلاف مستوياتها.
ظاهرة منتشرة
وأشار إلى أن إدمان الألعاب الإلكترونية ظاهرة انتشرت، وما زالت في ظل وتيرة التطور التكنولوجي وتنافس شركات هذه الألعاب على توفيرها في مختلف التقنيات الحديثة، سواء كانت (أجهزة الألعاب، أو الهواتف الذكية، أو الآيباد، أو اللابتوب، أو الكمبيوتر،… إلخ)، بحيث تعطي مساحة كبيرة لمستخدميها للتمكن من اللعب في جميع الأوقات والأمكنة مع ربطها بشبكة الإنترنت لسهولة الوصول إليها، ومن أمثلتها اللعبة الإلكترونية (PUBG)، لافتا إلى انه قد وصل عدد ممارس حول العالم، وذلك كما أشارت احصائيات الربع الأول من 2020، إلى ان أكثر من 600 مليون ممارس من خلال التقنيات الحديثة، وما يلفت الانتباه أن معظم الممارسين لهذه اللعبة هم من أولياء الأمور أو الراشدين، والأمر الصعب أنهم اعتادوا اللعب بشكل مستمر من منازلهم أو خلال تواجدهم في الأماكن العامة، وحتى خلال أماكن عملهم، ممَا سلبهم ممارسة حياتهم الطبيعية مع أسرتهم وأبنائهم بالدرجة الأولى.
أضرار كثيرة
ولفت الحرمي إلى انه خلال السنوات الأخيرة الماضية، قد تطرق الخبراء والمختصون لأضرار الألعاب الإلكترونية على الأسرة بشكل عام وعلى الطفل خاصة، وتم تناول العديد من الأمثلة الحقيقية لضحايا إدمان الألعاب الإلكترونية على حياة الأسرة، سواء على الأطفال أو البالغين، ومن أشهرها ما نشرته جريدة “الغرديان” حول حادثة مؤلمة عن طفلة لوالدين كوريين، اندمجا في لعبة إلكترونية، ونسيا إطعام طفلتهما حتى ماتت من الجوع، ولك أن تتفكر في حال الأبوين بعد تسببهما في موت ابنتهما بسبب لعبة، موضحا انه وكذلك ما عرضته شبكة بي بي سي العربية في برنامج فيكتوريا ديربشر عن مجموعة من ضحايا إدمان الألعاب الإلكترونية ومن بينها قصة شون (وهو اسم مستعار)، التي استحوذت على حياته لدرجة أفقدته أسرته ووظيفته، نعم قد يبدو الأمر غريباً وغير متوقع، لكن هذا هو واقع الإدمان على الألعاب الإلكترونية، إهمال وتفكك أسري وتصدع، وانحرافات سلوكية وأخلاقية مخالفة للثقافة والفطرة السليمة وأمراض نفسية وجسدية وغيرها.
الآثار النفسية والاجتماعية
وتطرق الباحث عبدالعزيز كرزابي إلى أن بعض الدراسات قد اوضحت الآثار النفسية والاجتماعية المترتبة من استخدام الوالدين المفرط للتقنيات الحديثة بشكل عام على الأسرة، منها الدراسة التي أجراها باحثون في جامعتي “إلينوي وميشيغان”على عينة شملت 200 عائلة لديها أطفال، وأسفرت نتائجها على أن انشغال الآباء المفرط بالأجهزة التقنية يسبب الإحباط لدى أطفالهم، وتيسبب قطع التواصل مع أبنائهم، مشيرا إلى انه على الرغم من أن التحذير من خطورة إدمان الألعاب الإلكترونية ليس بالأمر المستحدث، إلا أن الخطورة ما زالت قائمة، وتزداد خطورتها مع زخم الألعاب الإلكترونية وتطوراتها المتسارعة، وسهولة اقتنائها، واتساع مستخدميها، وشدة التعلق بها إلى درجة الإدمان والهوس، بالإضافة إلى زيادة أعداد المدمنين عليها حسب الإحصائيات المنشورة في بعض الصحف العالمية، كل ذلك يحثنا على زيادة التحذير من خطورتها، وتوعية المجتمع حول سبل الوقاية منها ومواجهتها، خاصة في فترة الإجازات الصيفية وأوقات الفراغ.
مراعاة القواعد
واوضح ان الدراسة قد بينت انه لا يمكن الانعزال عن التقنيات الحديثة، وهي مطلب من مطالب الحياة العصرية، ومن ضمنها الألعاب الإلكترونية، التي أصبحت جزءاً في حياة أفراد المجتمع، ألعب واستمتع لكن يجب عليك مراعاة القواعد والأسس الوقائية لتجنب آثارها السلبية عليك وعلى أسرتك، ومن أهمها ترتيب الاولويات وعدم جعل الألعاب الإلكترونية من ألاولويات، وان نكون واعين بحيث نتحكم في اعصابنا وأحاسيسنا عند ممارسة اللعب، وكذلك ضرورة اغتنام الوقت، من خلال تحديد وقتاً بسيطاً من أوقات الفراغ كالترفيه عن نفسك، والحرص على قضاء معظم وقت فراغك مع أسرتك، كما يجب على ولى الأمر ان يكون قدوة، من خلال اختيار الألعاب المناسبة والمفيدة لتنشيط الذاكراة وتنمية المهارات، مع ضرورة قراءة إرشادات السلامة بعناية حول اللعبة التي قمت باختيارها، والحرص على الابتعاد عن الألعاب المخالفة للدين أو العادات والقيم.
كما نصحت الدراسة بضرورة مشاركة اللعب، واشراك الأسرة في اللعب وجعله يوما ممتعاً وتعزيز علاقتك بهم مع التواصل الإيجابي، وكذلك يجب معالجة المشكلة، اي انه في حالة الشعور بأي أثر سلبي جراء اللعب فلا تتردد في طلب المشورة من الجهات المعنية في الدولة، كمركز دعم الصحة السلوكية قبل أن تتفاقم المشكلة ويصبح الشخص أسير تلك الألعاب الإلكترونية.

https://al-sharq.com/article/18/06/2020/الشرق-تنشر-نتائج-أحدث-دراسة-لمركز-دعم-مخاطر-نفسية-واجتماعية-للألعاب-الإلكترونية