صحيفة الشرق

مختصون يطالبون بوضع آليات تخفف من الوصمة الاجتماعية للصحة النفسية

مختصون يطالبون بوضع آليات تخفف من الوصمة الاجتماعية للصحة النفسية

الدوحة – الشرق

جواهر الحنزاب: تدريب الأخصائيين على الدليل التشخيصي النفسي العالمي 

راشد النعيمي: نسعى لمعرفة المشكلات وإيجاد الحلول لها 

د. خالد المهندي: نحتاج لحملة متنوعة بين جميع الوزارات لمواجهة المشكلات 

د. مديحة كامل: الأهل مطالبون بتوطيد علاقاتهم مع أبنائهم المراهقين 

جواهر أبو ألفين: يجب تحسين مفاهيم الصحة النفسية والسلوكية للمراهقين

دعا عدد من المختصين للضرورة اقتراح آليات تكفل التخفيف من الوصمة الاجتماعية للصحة النفسية والسلوكية، وذلك بتفعيل طرق حديثة لتلقي الخدمة عبر المنصات الإلكترونية والتطبيقات، مطالبين بإعداد البرامج التدريبية المتخصصة على كيفية اكتشاف المشاكل السلوكية والنفسية لفئة المراهقين وكيفية ادارتها في الأسرة.
وأكدوا خلال منتدى لتعزيز الصحة النفسية والسلوكية للمراهقين، والذي نظمه مركز دعم الصحة السلوكية بالتعاون مع “سدرة للطب ” بمناسبة الإحتفال باليوم العالمي للصحة النفسية، وبحضور عدد من الاختصاصيين والنفسيين وأولياء الأمور، على أهمية وضع الآليات التي تكفل توحيد الجهود للجهات المعنية في تقديم خدمات الصحة النفسية للمراهقين وإبراز دورهم والخدمات المتاحة، لافتين إلى ضرورة العمل على إدماج فئة المراهقين من ذوي الإعاقة في البرامج التنموية للخدمات المتعلقة بالصحة السلوكية في كافة القطاعات، واقتراح المشاريع التي من شأنها وضع برامج التوجيه في المجتمع وموجهة من مثقفي الأقران، ووضع خطة عمل مشتركة لتعزيز دور التعليم في تقديم الدعم النفسي والسلوكي للطلاب في المدارس.
كما تناول المنتدى عوامل الخطر في التعامل مع فئة المراهقين في المجالات (الاجتماعية – الصحية – التعليمية) ومعرفة المشكلات التي تحول دون تحقيق خدمات ذات جودة عالية للمراهقين وإيجاد الحلول لها.
تحديد عوامل الخطر
وبهذه المناسبة قال راشد النعيمي، المدير العام لمركز دعم الصحة السلوكية، إن الصحة النفسية والسلوكية للمراهقين لا تقل أهمية عن صحتهم البدنية ورفاهيتهم، مؤكدا على سعيهم لتحديد عوامل الخطر في التعامل مع فئة المراهقين في المجالات (الإجتماعية- الصحية – التعليمية) ومعرفة المشكلات التي تحول دون تحقيق خدمات ذات جودة عالية للمراهقين وإيجاد الحلول لها، لتنمية وإنماءٍ مجتمعيّ حقيقيّ وفّعال.
وبدورها قالت د.العنود الأنصاري – مديرة قسم صحة المراهقين في سدرة، إن تعاونهم مع مركز دعم لرفع مستوى التوعية، وتوضيح أهمية توسعة الخدمات الموفرة في قطر لفئة المراهقين، مؤكدة على أن سدرة للطب تعنى بضرورة تقديم خدمات ذات مستوى عالي الجودة صحيا واجتماعيا وتعليميا في المجتمع للفئات المستهدفة.
تعزيز الصحة النفسية
ومن جانبها أكدت جواهر أبو ألفين – مدير إدارة التوعية المجتمعية – بمركز دعم الصحة السلوكية أن المنتدى يهدف لتعزيز الصحة النفسية للمراهقين والنهوض بعوامل حمايتهم مما يساعدهم على اكتساب المرونة التي تمكّنهم من التعامل بشكل جيد مع جميع المواقف التي تواجههم من خلال طرح الآليات المتبعة في واقع الخدمات المقدمة للمراهقين في دولة قطر، ومناقشة التحديات التي تواجه القطاع الاجتماعي والصحي والتعليمي في تقديم خدمات متكاملة للمراهقين، ونوهت إلى اهتمامهم بتنظيم مثل هذه المنتديات نظراً لضرورة تحسين مفاهيم الصحة النفسية والسلوكية للمراهقين وتقليل المشاكل التي من الممكن أن تواجههم.
أهمية الحوار الأسري
وقال الدكتور خالد المهندي استشاري نفسي بمركز دعم، انه اصبح هناك نقلة نوعية في التعامل مع المراهقين، حيث اختلفت المشكلات السلوكية للمراهقين أساليب تربيتهم، ثم ظهرت بعض الأساليب التربوية التي أدت لظهور بعض الانحرافات السلوكية الحديثة، ولذلك يجب تغيير كافة الأساليب الإرشادية للأسرة والبرامج العلاجية والتثقيفية، مشددا على ان هذه الانحرافات يمكن ان تؤثر على الأمن الاجتماعي،خاصة وان اكبر شريحة بالمجتمع من المراهقين، وبالتالي نحتاج إلى حملة متنوعة مشتركة بين جميع الوزارات، وشدد على ضرورة الحوار داخل الاسرة ويجب ان يكون تنمية الذات الحوارية عند الطفل، فالحوار يخفف من الغموض وينشأ الشفافية، كما انه جزء أساسي من التربية الوالدية.
* الاكتشاف المبكر
وقالت الدكتورة مديحة كمال استشاري طب الأطفال في مستشفى سدرة للطب، إن الصحة النفسية مرتبطة تمام مع الصحة الجسدية، ونصحت الوالدين بضرورة اكتشاف هذه الحالات مبكرا، وذلك عند ملاحظة أي تغيير في سلوكيات الطفل، فمثلا قد يبدأ الطفل في الانعزال أو العصبية، ويقل مستواه الدراسي كل هذه تعد علامات لتعرضه للاكتئاب أي أن الصحة النفسية لديه بدأت تتأثر، وهنا تبرز الحاجة لمعالج نفسي، أو طبيب أطفال يشخص الحالة.
وأكدت على أن بعض الأمهات قد يتخوفون من مسمى طبيب نفسي، إلا أن الأخصائيين بالمدارس والأطباء بالمراكز الصحية يستطيعون مساعدتهم، خاصة وان المراهق بحاجة للمساعدة عند ظهور أي تغييرات عليه، لافتة إلى أن اخر حالة جاءتها كانت حالة رفض للذهاب للمدرسة لمراهق ذو 14 سنة، ولا يعرف الأهل سبب ذلك الرفض، وعند الجلوس معاه اكتشفنا ظهور أعراض الاكتئاب، لذلك فإن التدخل المبكر مهم جدا، وأنصح الأهل بتوطيد العلاقة بين المراهقين والأم والأب.

جواهر أبو ألفين: هدفنا رفع كفاءة مقدمي الخدمات النفسية بالمؤسسات

أطلق مركز دعم الصحة السلوكية، بالتعاون مع وزارة التعليم والتعليم العالي برنامجاً تدريبياً يستهدف الأخصائيين النفسيين في المدارس الحكومية، تحت عنوان “برنامج التشخيص النفسي وتعديل السلوك”، الذي يستمر خلال الفترة من 9 إلى 18 الجاري.
ويأتي هذا البرنامج في إطار عمل وزارة التعليم والتعليم العالي كمؤسسة تعليمية وتربوية، لها دور أساسي في تطوير المجتمع وإعداد كوادر مستقبلية تقود قطار التنمية بالتعاون مع مركز دعم الصحة السلوكية، باعتبار أن للأخصائي النفسي في المدارس دورا أساسيا في الحفاظ على شخصية الطالب السوية، من خلال معالجة القضايا والمشكلات النفسية والاجتماعية، في المحيط الداخلي والخارجي للوصول إلى حلول من شأنها إعادة الطالب في البيئة المدرسية والتغلب على الصعوبات الاجتماعية والنفسية التي قد يتعرض لها في حياته.
وبهذه المناسبة قالت جواهر أبو ألفين مدير إدارة التوعية المجتمعية بمركز دعم: إن هذا البرنامج يأتي في إطار ما يقوم به دعم من جهود لتحقيق التوعية المجتمعية وبناء القدرات المؤسسية والتنموية، من خلال رفع كفاءة مقدمي الخدمات النفسية بالمؤسسات المختلفة، وإدراكاً لأهمية نشر الوعي السلوكي والنفسي للمحافظة على أمن واستقرار المجتمع، حيث يسعى المركز إلى تدريب وتطوير كل من يندرج تحت منظومة التعليم في مجال الصحة النفسية والسلوكية لتحقيق رؤية قطر 2030 المستقبلية، التي ترتكز على إعداد مجتمع متقدم قادر على تحقيق التنمية المستدامة.
وأضافت: إن أبناءنا يستحقون أن نتعلم من أجلهم كل المهام والمهارات والكفاءات التي تمكنهم من التفاعل الإيجابي النشط في مختلف سياقات ومواقف الحياة.

برامج وورش
بدورها قالت السيدة جواهر الحنزاب، رئيس قسم البرامج الوقائية بمركز دعم، إنهم في مركز دعم قد قاموا بالمشاركة في تنفيذ برنامج التشخيص النفسي وتعديل السلوك مع وزارة التعليم والتعليم العالي، مشيرة إلى أن ذلك استكمال لجهود المركز في تقديم البرامج والورش والمحاضرات في مجال الصحة النفسية وسعياً لتحقيق الأهداف المشتركة بين مركز دعم الصحة السلوكية، ومركز التدريب والتطوير التربوي بالوزارة التعليم والتعليم العالي.
ولفتت إلى أن عدد المشاركين في التدريب نحو 50 أخصائيا وأخصائية نفسية في المدارس الحكومية في مجموعات منفصلة للرجال عن النساء، موضحة أن التدريب يركز بشكل أساسي على تدريب الأخصائيين على الدليل التشخيصي النفسي الكامل DSM العالمي والتعرف على كافة السلوكيات وكيفية التعامل معها وعلاجها.
وأشارت إلى أن البرنامج يتمثل في إعداد وتدريب أخصائي تعديل السلوك وجعله قادرا على تعديل وإدارة سلوك الطلاب العاديين وذوي الإعاقة، بالإضافة إلى تدريب العاملين والراغبين في مجال التربية الخاصة علي التشخيص وتعديل سلوك الأطفال وإدارته والعمل أيضا على تدريب الراغبين والعاملين بالمجال تدريباً عملياً ونظرياً وتأهيلهم بما يتناسب مع متطلبات سوق العمل واحتياجات المجتمع، وذلك على أيدي مختصين في هذا المجال من مركز دعم الصحة السلوكية.

https://www.al-sharq.com/article/09/10/2019/مختصون-يطالبون-بوضع-آليات-تخفف-من-الوصمة-الاجتماعية-للصحة-النفسية