صحيفة الوطن

مناقشة قضايا جديدة في مجال الصحة النفسية والسلوكية

مناقشة قضايا جديدة في مجال الصحة النفسية والسلوكية

كتب – أكرم الفرجابي
انطلقت بالدوحة أمس أعمال المؤتمر الدولي الثاني للصحة السلوكية، الذي تنظمه جامعة قطر بالتعاون مع مركز دعم الصحة السلوكية، بحضور نخبة من الخبراء والباحثين من مؤسسات أكاديمية وصحية ومجتمعية.
ويستمر المؤتمر الذي يعقد بمبنى البحوث بجامعة قطر على مدار يومين: اليوم الأول عبارة عن ثلاث جلسات علمية يتحدث فيها 12 خبيرا وباحثا في مجال الصحة النفسية والسلوكية والخدمة الاجتماعية تحت ثلاث موضوعات رئيسية، وهي: القضايا المعاصرة في مجال الصحة السلوكية وإشكاليات الممارسة الميدانية في مجال الصحة السلوكية والوقاية والتدخل في مجال الصحة السلوكية.
وفي اليوم الثاني من المؤتمر ستنظم ثلاث حلقات نقاشية، الأولى حول تطوير البحوث البينية في مجال الصحة السلوكية، والثانية حول الأدوار المهنية للعاملين في مجال الصحة السلوكية، والثالثة حول الأبعاد الثلاثية للصحة السلوكية (طب – علم نفس – علم اجتماع)، ويشارك بها الخبراء والمهتمون بتطبيقات الصحة السلوكية.
أنشطة فعالة
وفي كلمتها في افتتاح المؤتمر، رحبت الأستاذة الدكتورة مريم بنت علي المعاضيد، نائب رئيس جامعة قطر للبحث والدراسات العليا، بالمشاركين في هذا المؤتمر، وقالت: إن الصحة السلوكية لم تكن ملحة كما هي في هذا العصر، رغم الإنجازات الحضارية والتكنولوجية، حيث ظهرت سلوكيات خطيرة بين الأطفال والمراهقين والشباب الذين أخذت التكنولوجيا بعضهم إلى عالم افتراضي بعيدا عن الواقع والقيم، مما قد يجرهم إلى العنف والنزوات.
وأضافت الدكتورة مريم المعاضيد أن المؤسسات التعليمية والتربوية مدعوة اليوم للتصدي لهذه التحديات عبر أنشطة فعالة يشارك الجميع فيها من الأسرة إلى المدرسة والجامعة، إضافة إلى الكثير من المؤسسات العامة والخاصة المعنية، وأوضحت أن الاستراتيجية الصحية والرؤية الوطنية لدولة قطر قد أكدت على أولوية توفير الموارد البشرية والخدمات التي تضمن حياة نفسية هنيئة وطويلة ومنتجة، كما اعتمدت جامعة قطر في وحداتها المعنية بعلوم النفس والاجتماع والصحة والطب البرامج المناسبة، وأعدت الكوادر وأقامت مختلف أنواع المؤتمرات والأنشطة، ووقعت الجامعة الاتفاقيات ومذكرات التفاهم وبخاصة مع مركز دعم الصحة السلوكية ذي الدور الرائد في هذا المجال، ولا تزال الجامعة تسعى للمزيد.
واختتمت الدكتورة مريم المعاضيد كلمتها بالتأكيد على أن مخرجات هذا المؤتمر ستكون مفيدة لصناع القرار والسياسات باعتباره خطوة متقدمة تعزز الصحة السلوكية لأبنائنا وبناتنا وتؤهلهم للتعامل الناجح مع تحديات العصر وتمكنهم من الاستفادة المثلى من التكنولوجيا الحديثة دون الوقوع في شراكها.
وفي كلمته بالمؤتمر، قال سعادة السيد راشد النعيمي، المدير العام لمركز دعم الصحة السلوكية، إن مشاركة المركز في هذا المؤتمر تأتي في سياق الحرص على الإسهام في حماية أجيال المستقبل، وتحقيق التنمية البشرية المستدامة، وإيمانا من المركز بضرورة إنشاء مجتمع خال من الاضطرابات السلوكية يتمتع أفراده بالثقة بالنفس والقيم والسلوك الإيجابي، وذلك من خلال مناقشة أحدث النتائج والتطورات والتحديات والحلول المتعلقة بالصحة السلوكية، وتحقيق الانتقال بالمعالجات الفكرية من مرحلة التنظير إلى التطبيق.
تمكين الإنسان
من جهتها، أكدت الأستاذة الدكتورة كلثم بنت علي الغانم، رئيس اللجنة التنظيمية للمؤتمر الدولي الثاني للصحة السلوكية، أن تنظيم هذا المؤتمر يدخل في إطار تمكين الإنسان من الحصول على الخدمات الصحية والعلاجية والتوعوية وهي عنصر أساس في تحقيق الرفاه وليس فقط علاج المرض، إذ لم يعد الخطاب بأن الصحة هي عدم وجود المرض مقبولا، في ضوء تطور الحياة الإنسانية وارتقاء متطلبات الإنسان واحتياجاته البدنية والنفسية، بل إن التطورات تجاوزت إلى خطاب جديد يضيف عناصر أخرى إلى الصحة البدنية ترتبط بالحياة الإنسانية، مثل الصحة العقلية والصحة النفسية والصحة السلوكية التي تمثل ركائز الصحة العامة، وأصبحت جزءا من أدلة الرفاه التي تجمع ما بين العافية، والصحة، والرفاه، والأمن، والسلامة، والشعور بالانتماء والسعادة والصحة البيئية، أي دمج البدن والعقل والروح والمحيط البيئي ضمن منظومة متكاملة، ليعيش الإنسان الحياة بشكل كامل داخل المجتمع البشري والطبيعي.

http://www.al-watan.com/news-details/id/210109/مناقشة-قضايا-جديدة-في-مجال-الصحة-النفسية-والسلوكية