صحيفة العرب

«أمان» و«دعم الصحة السلوكية» يعززان الوعي بمخاطر الشبكة العنكبوتية

«أمان» و«دعم الصحة السلوكية» يعززان الوعي بمخاطر الشبكة العنكبوتية

نظّم مركز الحماية والتأهيل الاجتماعي (أمان)، بالتعاون مع مركز دعم الصحة السلوكية، أمس، ندوة بعنوان «العنف والإدمان الرقمي»، بمشاركة مجموعة من المختصين والمهتمين بقضايا الأطفال والنشء في المجتمع القطري من منتسبي المؤسسات الاجتماعية المنضوية تحت مظلة المؤسسة القطرية للعمل الاجتماعي والعديد من الهيئات والوزارات والمراكز والمؤسسات الحكومية والخاصة والأفراد. قدّم الندوة كلّ من الدكتورة ليلى شحرور أستاذ علم النفس الاجتماعي، والإعلامي والدكتور بدر المشعان أستاذ الإعلام الحديث.
وناقشت الندوة عدداً من المحاور، منها التفكك الأسري الناتج عن الاغتراب الاجتماعي، وإدمان الإنترنت داخل الأسرة، والأطفال وعنف التكنولوجيا، إضافة إلى تأثير الإدمان الرقمي على السلوك الاجتماعي. 
وهدفت الندوة إلى تعزيز الوعي الاجتماعي بتوفير الحماية اللازمة للأطفال وتوعيتهم وتثقيفهم من مخاطر الشبكة العنكبوتية.

راشد النعيمي:
انخفاض الأداء العام والعزلة الاجتماعية

قال السيد راشد بن محمد النعيمي، المدير العام لمركز دعم الصحة السلوكية: إن المركز يهدف إلى الحفاظ على الشخصية السوية في المجتمع، من خلال تعزيز السلوك الإيجابي الذي يتفق مع الفطرة السليمة وتعاليم الدين الإسلامي والتقاليد والقيم الأخلاقية، كما يعمل على إيجاد آليات تكفل حق الحماية، والحيلولة دون الوقوع فريسة للانحرافات والإضرابات السلوكية؛ مشيراً إلى هذه الأهداف لن تتحقق إلا بالمسؤولية المشتركة بين جميع أفراد ومؤسسات المجتمع، استجابة لمتطلبات الحاضر والتصدي لتحديات المستقبل.
وأكد أن ظاهرة الإدمان الرقمي أصبحت من الظواهر الخطيرة في العالم خلال السنوات الأخيرة، نتيجة التطور التكنولوجي الهائل الذي جعل من الأجهزة الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي جزءاً لا يتجزأ من حياتنا، موضحاً أن هذا الأمر صاحبه تأثيرات سلبية على الفرد والمجتمع، حيث تسبب الإفراط في استخدام الأجهزة الإلكترونية إلى انخفاض التركيز وانخفاض الأداء في الدراسة والعمل، وأدى إلى العزلة الاجتماعية إضافة إلى الإجهاد البدني والعصبي. 

منصور السعدي:
الحياة الاجتماعية الطبيعية تشوّهت نتيجة إدماننا العالم الافتراضي

شدّد السيد منصور السعدي، المدير التنفيذي لمركز «أمان»، على ضرورة أن يعترف كل شخص بمستوى إدمانه مواقع التواصل الاجتماعي والأجهزة الرقمية بشكل عام، خاصة أن جميعنا بشكل أو بآخر يقضي وقتاً طويلاً أمام الأجهزة الذكية، وأصبح هناك تغيّر جذري في نمط حياتنا نتيجة تعاملنا مع الأجهزة اللوحية بدرجة من الإدمان؛ فعلى سبيل المثال أصبح التصوير بالهواتف الجوالة للطعام ومشاركته على مواقع التواصل الاجتماعي (الإنستجرام وسناب شات وغيره) أهم من التذوق والاستمتاع بملذات الحياة. وأكد أن إدمان الأجهزة الرقمية أودى بحياتنا من كونها حياة تفاعلية مع الغير إلى حياة تقتصر فقط على المواقع الافتراضية، مما خلق حالة من الاغتراب بين الأسرة الواحدة.
وتابع قائلاً: «أصبحنا جميعاً مسؤولين ومساءلين لأننا صرنا نتصل ولا نتواصل ونفتعل ولا نتفاعل، حيث لم تعد العلاقات الاجتماعية في شكلها الطبيعي، بل تشوهت نتيجة العالم الافتراضي الذي فرض سطوته على الجميع، سواء أطفال أو كبار، وأصبحنا جميعاً أسرى لهذا العالم الافتراضي الكاذب البعيد عن الحقيقة في كثير من الأحوال».

د. بدر المشعان:
«التنمر السيبراني» يحاصر النشء والمراهقين دون رادع

قال الدكتور بدر المشعان، أستاذ الإعلام الحديث، إنه حتى الآن لا توجد حلول واضحة لمعالجة الإدمان الرقمي، ولكن هناك وسائل وخطوات يمكن من خلالها أن يقوم الشخص بتقنين استخدامه، مما يقلل من أضرارها وآثارها السلبية.
ووصف مواقع التواصل الاجتماعي بالسجن الذي يؤدي إلى عواقب نفسية، كالانهيار والانجراف في بعض الحالات نحو الجرائم المختلفة. 
وأشار إلى أنه حتى الآن لا توجد قوانين رادعة لأي شخص يسيء لنا على الشبكة العنكبوتية، سواء من خلال سرقة الحسابات الشخصية أو التعرض لإهانات، وغيرها من الأساليب التي تدخل فيما يُعرف بـ «التنمر السيبراني»، موضحاً أن مفهوم «التنمر السيبراني» هو الإيذاء -بقصد أو دون قصد- عن طريق مواقع الإنترنت.

د. ليلى شحرور:
الإدمان الرقمي أصاب الشباب بالغربة

قالت الدكتورة ليلى شحرور، أستاذ علم النفس الاجتماعي والإعلامي: إن المجتمعات التي تتغير بشكل سريع تتعرض إلى اضطرابات وتدهور في العلاقات العائلية التقليدية والعلاقات من الأصدقاء ومع الناس عموماً، مما ينتج عنه شعور بالاغتراب؛ موضحة معنى الاغتراب أنه حالة السلوك الذي يعكس درجة عالية من الحاجة إلى الانتماء، وهو مفهوم تجريدي عام يشير إلى حالات الانفصال من القيم والمعاني والمعايير. وأكدت أن علماء النفس اكتشفوا أن الإنترنت وإدمان مواقع التواصل الاجتماعي كانت سبباً في شعور الأفراد بالغربة وهم داخل بلدانهم عن قيم مجتمعاتهم وتقاليدهم ومعاييرها. ونوهت بأن مفهوم الاغتراب يرتبط بمفهوم الحاجة إلى الحب والتقدير، وعلماء النفس يؤكدون أيضاً أن حالات الانتماء لا تتم إلا من خلال شبكة العلاقات الاجتماعية التي يقيمها الفرد مع الآخرين عن طريق العلاقات الإيجابية.