جريدة الراية : ترشيد استخدام التكنولوجيا لتعزيز التماسك الأسري

لدوحة الراية :
قدّم المشاركون في منتدى الأسرة الذي نظمته جامعةُ قطر، متمثلة في كلية الآداب والعلوم، بالتعاون مع مركز دعم الصحة السلوكية، مجموعةً من التوصيات التي تهدف إلى تعزيز التماسك الأسري من خلال تبني التكنولوجيا بشكل واعٍ ومسؤولٍ. وأكدَ المشاركون في المنتدى الذي انعقد تحت شعار «الأسرة وتأصيل القيم الأخلاقية في ظل التحديات التكنولوجية»، على أهمية التعاون بين المؤسسات الأكاديمية، والأسر، والجهات المجتمعية لتعزيز الحوار الأسري وغرس القيم الأخلاقية في الجيل القادم.
وقالت الدكتورة فاطمة علي الكبيسي، عميدة كلية الآداب والعلوم بجامعة قطر: يكتسب هذا المنتدى أهميته من خلال تركيزه على الأسرة في سنة رفعت فيها دولة قطر شعار « الأسرة ثروة وطن». كما يستمد أهميته أيضًا من خلال تطرقه لموضوع على درجة من الحساسية، وهو التحديات التي تواجهها الأسرة على مستوى القيم الأخلاقية في ظل التكنولوجيا التي فرضت نفسها في كل مجالات الحياة دون استثناء.
وأضافت: إننا نعيش في صنف جديد من المجتمعات يطلق عليه «المجتمع الرقْمي»، الذي يتميز ببروز أنماط جديدة للحياة من ناحية، وتسارع وتيرة وحجم التغير الاجتماعي من ناحية أخرى، فالتغيرات في مجتمعاتنا المعاصرة أصبحت فائقة السرعة بسبب الثروة الرقمية والتكنولوجيا.وأوضحت أن التكنولوجيا، على الرغم مما تقدمه من خدماتٍ مفيدةٍ لتطور المجتمع وتنميته، فقد ساهمت في نشر قيم جديدة ومعايير حديثة بعضها غير منسجم مع ثقافة المجتمع وعاداته، ما أثر بشكل كبير على الروابط الأسرية والعلاقات بين أفرادها، وكذلك على السلوكيات داخلها.
وحثت الباحثين في مجال العلوم الاجتماعية والإنسانية على تسليط الضوء وتكثيف نشاطاتهم البحثية على موضوع تأثيرات الوسائط التكنولوجية على قيمنا الأخلاقية بهدف تشخيص هذه التأثيرات وإيجاد السبل الكفيلة لتوجيهها إيجابيًا والتصدي لكل ما من شأنه أن يشوّهَ هذه القيم أو يستلبها.
من ناحيته، قالَ الأستاذ راشد بن محمد النعيمي، المدير التنفيذي لمركز دعم الصحة السلوكية: إن المنتدى يهدف إلى إيجاد حلولٍ تضمن حماية القيم الأخلاقية الراسخة في مجتمعنا وضمان ديمومتها، لا سيما في ظل الضغوط التي تفرضها التطورات التكنولوجية ووسائل الاتصال الحديثة. حيث إنها تطرح تحديات غير مسبوقة تتعلق بأبعادها النفسية والاجتماعية والمعرفية، التي أدت إلى ظهور مخاطر جديدة على تماسك وبناء الأسرة. ونوّه السيد راشد النعيمي إلى أن التأثيرات الخارجية على هُوية المراهقين أصبحت واضحةً، حيث لم يعد التعليم التقليدي هو المصدر الوحيد للمعرفة. بل أصبحت المعلومات المتعلقة بالقيم متاحةً بشكل واسع في العصر الرقمي ووسائل التكنولوجيا، ما أدى إلى نشوء قيم جديدة قد لا تستند إلى حقائق وغير مستمدة من المعايير والقواعد العلمية.وأشارَ إلى أن تعزيز دور الأسرة في تنمية أفرادها والحفاظ على هُويتهم وقيمهم الأخلاقية أصبح من الضرورات المُلحة.